خسرت نقابة خبراء المحاسبة المجازين في لبنان ركناً من أركانها برحيل الزميل الأستاذ سمير نصار، الذي لا يمكن اختصار صفاته الكثيرة بسطور قليلة، لأنّ الكلام يبقى عاجزاً عن إعطاء فقيدنا الغالي حقه.
لقد جمع الراحل العزيز كلّ الخصال الطيبة والمزايا الحميدة والأخلاق الرفيعة والعلم الوفير، فكان الصديق الصدوق لكلّ مَن عرَفه، ولم يبخل بنصيحة أو بمساعدة أو بتضحية في سبيل نقابته وزملائه ومجتمعه، خاصة أنه النقابي المتفاني في الخدمة العامة مهما كان موقعه سواء في عضوية اللجان أو حين انتخب عضواً في مجلس النقابة، فكان الحريص الدائم على معالجة كلّ الأمور بروح الأخوة والمحبة والزمالة لما فيه مصلحة النقابة وأعضائها بشكل عام.
لم يرَه أحد في أيّ يوم وفي كلّ الظروف إلا والابتسامة تعلو وجهه المُحبّب، وكان مثال الخبير الذي يهتمّ ويتابع شؤون الشركات التي تتعاون مع مكتبه بكلّ مهنية وحِرفية وصدقية، واضعاً كلّ خبراته وعلاقاته في خدمة مَن كان يسمّيهم أخوته وأصدقاءه وليس زبائنه.
ونحن هنا إذ نرثو زميلنا الحبيب وننشر على الملأ سيرته العطرة ومسيرته الزاخرة بالعطاء، فإننا نعبّر عن الأسف الكبير لغيابه عن عيوننا، ولعدم قدرتنا على رؤيته أو سماع صوته يومياً يسأل عنا ويطمئن علينا ويتابع أدقّ تفاصيلنا، لكي يرى إذا كان قادراً على المساعدة في أمر ما أو على فعل أيّ شيء من أجلنا.
هذا هو الحبيب سمير نصار الذي خسرناه جميعاً، نحن زملاؤه وأصدقاؤه، وعائلته وعلى رأسها الأستاذ محمد حسن نصار الذي نعرف جيداً مدى الجرح العميق والألم الكبير الذي تركه وسيتركه رحيل سمير، ولا يمكننا إزاء هذا المصاب الجلل إلا الاعتصام بحبل الله وسؤاله أن يتغمّد فقيدنا بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله ويلهمنا جميعاً الصبر والسلوان.
